كيف تكتب سيرة ذاتية احترافية؟

ما هي السيرة الذاتية؟

السيرة الذاتية Curriculum Vitae والتي تُعرف اختصاراً بــ CV هي مصطلح لاتيني معناه “قصة حياتك” The story of your life. ولكن هذا لا يعني أن تكتب كل صغيرة وكبيرة عن حياتك في سيرتك الذاتية! ولكن المقصود, هو أن تُلخص, معلومات شخصية عنك: شهاداتك ومستواك الأكاديمي, خبراتك ومهاراتك … الخ كما سنرى لاحقاً.

أهمية السيرة الذاتية

تكمن أهمية السيرة الذاتية في النقاط التالية:

هي مُلخص لتاريخ حياتك المهني أو الأكاديمي, يمكنك استخدامها لتعرّف عن نفسك:بياناتك الشخصية, خبراتك, إمكانياتُك, انجازاتك, مهاراتك وقدراتك … الخ
إن الشركات التي تتقدم إليها بطلب للتوظيف, ليس لديها الوقت الكافي لمقابلة كل فرد يتقدم لوظيفة, وبالتالي الوسيلة الوحيدة لديها, لاختيار المرشحين لوظيفة أو منصب ما هي السيرة الذاتية لذلك المُرشَّح.
السيرة الذاتية, هي واحدة من أهم أدوات هذا العصر للحصول على وظيفة.
السيرة الذاتية, هي واحدة من اهم أدواتك لتسويق نفسك في سوق العمل.
السيرة الذاتية هي انعكاس لشخصيتك, وبالتالي, استطيع أن أعرف من أنت من خلال سيرتك!

الخطأ الكبير, الذي نرتكبه عند كتابة السيرة الذاتية

هو ببساطة, أن تلجأ إلى مركز (أو شخص) ليكتب لك سيرتك الذاتية!!!

ما الخطأ في هذا؟

النقاط التالية تسجل الخطأ في هذا الفعل, ولكن قبل هذه النقاط, أذكر ما قاله لي صديق لمّا أن تناقشنا في هذا الموضوع بأن هذا النوع من الكتابه اسمه “سيرة ذاتيه” وهي كلمتان: “سيرة” و “ذاتية” وهما عائدتان عليك أنت شخصياً وليس على الشخص أو “المركز” الذي سيكتب لك سيرتك الذاتية!

أين شخصيتك أنت؟

أين قدراتك ومهاراتك التي اكتسبتها أثناء فترة الدراسة أو العمل؟
؟ أين المقالات والكتب وكل وسيلة لجأت إليها لتعلم كيفية كتابة السيرة الذاتية.
هل حقاً هذا الشخص الذي سيكتب لك سيرتك, يعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك؟ هل حقاً يعرف مواطن قوتك وضعفك أكثر منك؟ هل حقاً يعرف مهارانك أكثر منك؟
ما جدوى الشهادة التي تحملها إذا كان ليس لديك القدرة على كتابة سيرة ذاتية؟ ليس من العيب أن ليس لديك معرفة, ولكن العيب, كل العيب أن لا تتعلم! سأرتكب عدداً من الأخطاء إن حاولت على مسؤوليتي الشخصية. حسناً إن هذا المقال (أو الدرس, أياً يكن المسمى) سيعلمك كيف تكتب سيرة ذاتية احترافية, وسيناقش أهم الأخطاء التي من الممكن أن ترتكبها, وسيقدم حلولاً كثيرة لمراجعة سيرتك الذاتية.
إن الخطوة الأولى التي تخطوها للحصول على فرصة عمل هي فاشلة منذ البداية! لذلك, ابدأ بنجاح, واستمر بنجاح.
أن تتمكن بنفسك من كتابة سيرتك الذاتية, هذا يعني أنك تسلحت بطاقة كبيرة قبل الحصول على فرصة عمل, وهي طاقة الثقة بالنفس!
وعلى أي حال, يمكنك أن تجد على الشبكة عدد كبير جداً وأكثر مما تتخيل من مصادر تعلم كيفية كتابة السيرة الذاتية - مواقع بالعربية والإنجليزية, يمكنك أن تلجأ إليها. بالطبع ستجد أن الغالبية العُظمى من المحتوى العربي المتعلق بكتابة السيرة الذاتية متشابه ومنسوخ ومنقول و .. و… الخ!.

التحديات الكُبرى عند كتابة سيرة ذاتية

يجب أن تضع بعين الإعتبار, قبل كتابة سيرتك الذاتية,أن لديك 30 ثانية فقط لكي تلفت انتباه صاحب العمل, أو الشخص الذي سيطلبك للمقابلة! أليس هذا تحدياً كبيرا؟

حسناً, إن هذه الثلاثين ثانية, لهي وقت كافٍ لأي شخص يقلب عدداً كبيراً من السير الذاتية, ويريد أن يرشِّح عدداً قليلاً من المتقدمين لإجراء مقابلة. ولهذا تذكّر دائماً عند كتابة سيرتك الذاتية, أن الأمر كله يتعلق بثلاثين ثانية فقط (إن لم يكن أقل). وهذه هي المعادلة: أنتَ تجلس لساعات طوال تشقى على كتابة سيرتك الذاتية, بينما شخص ما في مكانٍ ما سيقرر اختيارك أم عدم اختيارك للوظيفة أو للمقابلة في ثلاثين ثانية أو أقل.

وبالتالي, أرجوك لا تكن من هؤلاء الأشخاص الذين يظنون أن كتابة سيرة ذاتية أمر في منهى البساطة!

كذلك, إن اختيارك لإجراء مقابلة خلال فترة الثلاثين ثانية, لا يعني بالضرورة, حصولك على العمل, ثمة تحدٍ آخر ستواجهه بعد ذلك, هو المقابلة نفسها. وهنا أود وبشدّة أن أشير إلى نقطة مهمة (التحدي الثاني): عند إجراء المقابلة, لا تصدم من يقابلك! يجب أن تحاول قدر المستطاع إقناعة بأن هذا الشخص الذي تقابلة الآن هو نفس الشخص صاحب السيرة الذتية الذي اخترته! وبالتالي عند كتابة السيرة الذاتية, وكذلك عن إجراء المقابلة, يجب أن تضع هذا الأمر بعين الإعتبار. مثال على ذلك: لو فرضنا بأن سيرتك الذاتية توحي بشخص بالغ الثقة بنفسة, بخبراته وبإنجازاته في مهنة ما! ينبغي عليك أن تظهر الشيء نفسة عند المقابلة. تخيّل لو أن الشخص الذي سيقابلك, وجد نفسه أمام شخصية مهزومة حتى قبل أن تبدأ المعركة! نعم إنها معركة الفوز بالوظيفة أو خسارتها!

قواعد عامة عند كتابة السيرة الذاتية

الصدق والمصداقية: لا تكذب! إنك مسؤول عن كل حرف في سيرتك الذاتية, سواء في مرحلة المقابلة أو في مرحلة العمل!
لا تضع صورتك الشخصية في سيرتك الذاتية!
دائماً, قبل أن تكتب أي شيء في سيرتك أو قبل أن تضيف أو تضع أي شيء, اسأل نفسك: ما الغاية من هذا؟ ما الغاية من وضع صورتك الشخصية في سيرتك الذاتية؟ أن تخبر صاحب العمل بأنك شخص وسيم, أو بأنني فتاةٌ جميلة؟ تأكد تماماً لو أن الوسامة أو الجمال أمر مهم للوظيفة التي تتقدم إليها, سيُطلَب منك أن تُرفق صورة شخصية مع الطلب أو السيرة. عدا ذلك, فلا تفعل!

السيرة الذاتية سواء كانت نسخة مطبوعة أو نسخة إلكترونية, يُستخدم فيها ورق أبيض, ولون واحد فقط هو اللون الأسود. لا تستخدم خلفية ملونة, لا تلوّن العناوين … الخ ولا تستخدم زخارف!. وإذا طُلِب منك أن ترسل نسخة مطبوعة, يجب أن تُطبع على ورق جيد A4, ورق أبيض نظيف. وتُرسل في مغلف.
يجب أن يكون في السيرة الذاتية قسم خاص بهواياتك أو اهتماماتك, قد تسخر من هذا؟ نعم هو أمرٌ مهم لدى الشخص الذي سيختارك للعمل أو المقابلة لسببين:
أولاً: هو يريد إنسان ليعمل في شركته, وليس مجرد آلة, هو يريد (على سبيل المثال) مبرمِج عبقري ومتخصص في لغة PHP ولكنه في نفس الوقت, يريد إنسان, له اهتمامات, شخصية, اجتماعية, شخص يعرف أشياء أخرى ممتعة غير البرمجة بلغة PHP… هو لا يريد آلة للعمل ليل نهار!

ثانياً: إن هذه الإهتمامات التي تذكرها في سيرتك الذاتية, ستمنح من يقابلك, أو يتحدث إليك بخصوص الوظيفة, فرصة لما يسمى بكسر الجليد, بلغة أبسط, الدردشة قبل بدء النقاش بخصوص الوظيفة, وهذا يسمح له بالتعرف إليك بطريقة أفضل, كما أنه يزيل الخوف والرهبة لدى المتقدم للوظيفة.

هل اقتنعت بأهمية هذا القسم من السرة الذاتية؟

ولكن: هذا لا يعني أن تذكر كل اهتماماتك ونشاطاتك في الأندية الرياضية, واهتماماتك البالغة في كمال الأجسام, و مدى إعجابك بنزار قباني (إذا كان لديك اهتمامات في الشِّعر). أو أن تصف المتعة البالغة لديك عندما تمارس لعبة فيفا 2008!

المطلوب هنا, هو أن تذكر بعضاً من هذه الإهتمامات: مثلاً تذكر أن اهتماماتك أو هواياتك هي:

لعب كرة القدم

متابعة وقراءة مجلة ما (لها علاقة بتخصصك أو ليس لها أية علاقة, لا يهم)

لعب الشطرنج

أو مثلاً:

الرسم

قراءة الأدب العربي

ولكن, تذكر أن تكون حقاً لديك هذه الإهتمامات. بالطبع, إن ربّ العمل أو من سيقابلك, لن يذهب إلى السجل المدني, أو لن يتصل بأصدقائك للتأكد من صحة أنك حقاً مهتمٌ بكرة القدم, ولكن القاعدة في كتابة السيرة الذاتية, هي الصدق والمصاداقية, هذه نقطة, ونقطة أخرى, إن من يقابلك قد يتناقش معك في إحدى اهتماماتك كما تحدثنا سابقاً عن “كسر الجديد” حينها, ينبغي أن يكون لديك ما تخبره عن كرة القدم مثلاً, إلا إذا كان لديك قدرات في الاختراع أو التحدث في أشياء ليس لديك علم بها!

عند ذكر تحصيلك الأكاديمي (مثلاً: بكالوريوس في هندسة الميكانيك) لا تذكر معدلك التراكمي إذا كان متدنياً أو إذا شعرت بأنه سيتناقض مع مهاراتك وإنجازاتك التي ستذكرها لاحقاً. تخيل مثلاً أن من يقابلك, سيقرأ هذا الجزء من سيرة ذاتية

بكالوريوس هندسة ميكانيك, جامعة القاهرة 2002 – معدل تراكمي: 59.3

حتى وإن لم يكن المعدل التراكمي, أمر مهم بالنسبة لرب العمل, فإنه سيختار من هو أعلى منك في معدله التراكمي! كذلك, إن الدرجات المتدنية, هي إشارات سيئة لدى صاحب العمل, تجنبها قدر المستطاع.

عند ذكر معدلك التراكمي, يجب أن تذكره كما هو في شاهدتك دون تقريب. فمثلاً: إذا كان معدلك التراكمي 89.9 لا تقربه إلى 90! أو مثلاً إذا كان (بحسب نظام الأربع نقاط) 2.94 لا تقربه إلى 3. لسببين: المصداقية كما ذكرنا سابقاً, والأهم, هو أن الــ 90 لها صوت مختلف تماماً عن الـــ 89.9. إن تقريبك البسيط هذا نقلك من الثمانينات إلى التسعينات!.

لا تذكر أسماء “المعرفون” References. دائماً اكتب في نهاية السيرة, المصادر متوفرة حسبق الطلب. (إلا إذا أخذت الإذن المسبق من هؤلاء الأشخاص ووافقوا على أن تذكر بياناتهم في سيرتك: كالأسماء, وعنوان البريد الإلكتروني, والهواتف.) ليس من الذوق أن تستخدمهم هذه البيانات دون إذنهم المسبق. ولكنني أفضل دائماً أن لا تذكر “المعرفون” – فقط اذكر ما معناه بأن المصادر متوفرة حسب الطلب, لماذا؟ قد تكون المؤسسة أو الشركة التي تتقدم إليها غير مهتمه بهذه النقطة, فأنت تعطيهم فرصة أن يتصلوا للسؤال عنك! وقد تحدث مصادفات أو مواقف ليست في صالحك. لم هذا العناء؟ إن من الأفضل تجنبه!

إذا كان لديك أية نشاطات أثناء فترة الدراسة في الحرم الجامعي, فمن المستحسن دائماً ذكرها. فهذا يعطي انطباع, عن مدى حماسك, ومشاركتك …الخ.

ولأن لغتك العربية هي اللغة الأم ولأنك تتقدم إلى وظيفة في شركة عربية, كل من فيها ناطقون بالعربية, فليس من المنطق أن تكتب في قسم اللغات أن اللغة العربية هي لغتك الأم!!!

نصائح من المحبب الأخذ بها

من المفضل أن تصمم الشكل العام لسيرتك الذاتية بنفسك, حاول قدر المستطاع عدم اللجوء إلى استخدام القوالب الجاهزة Templates والسبب: أعط فرصة لنفسك للإبدلاع والتميز. اجعل الشكل العام لسيرتك الذاتية شكلاً فريداً من نوعه, فقد يكون ثمة العشرات استخدموا نفس القالب الذي استخدمته.
استخدم كل وسيلة ممكنة لتدقيق سيرتك الذاتية لغوياً إن أي خطأ بسيط في سيرتك الذاتية, قد يعني وصول سيرتك الذاتية إلى سلة مهملات رب العمل! ومن هذه الوسائل:
المدقق اللغوي في برنامج MS-Word.

زائر

مشكووور اخي دانيال على الموضوع المميز والطرح القيم

نقاط مهمة ذكرتها يجب أخذها بعين الاعتبار عند كتابة السيرة الذاتية

والمصداقية شي مطلوب حتى في الامور البسيطة فالشركات تركز عليها

وربما تعترض على شي تافه بسبب عدم المصداقية وطريقة كتابة السيرة الذاتية

تشد الشركات من حيث الترتيب والتنسيق وماشابه فيجب الاهتمام وكتابته بأفضل

صورة ممكنة .

أتمنى للجميع الموفقية والنجاح في حياتهم العملية والعلمية .

يعطيك العافية دانيال ودمت بخير

لك تحياتي